عدد الرسائل : 129 العمل/ : رومانسيه تاريخ التسجيل : 19/08/2008
موضوع: للأخلاق حدود فلا " تتعـداها الخميس أكتوبر 23, 2008 7:17 am
للأخلاق حد
متى جاوزته صارت عدواناً ، و متى قصرت عنه كان نقصاً و مهانه
وللغضب حدود
و هو الشجاعة المحمودة و الأنفة من الرذائل و النقائص ، و هذا كماله . فإذا جاوز حدّه تعدى صاحبه و جار ، و إن نقص عنه جبن و لم يأنف من الرذائل .
.
وللحرص حدود
و هو الكفاية في أمور الدنيا و حصول البلاغ منها ، فمتى نقص من ذلك كان مهانة و إضاعة ، و متى زاد عليه كان شرهاً و رغبه فيما لا تحمد الرغبة فيه .
.
وللحسد حدود
وهو المنافسه في طلب الكمال و الأنفةُ أن يتقدم عليه نظيره ، فمتى تعدّى ذلك صار بغياً و ظلماً يتمنى زوال النعمه عن المحسود و يحرص على إيذائه ، و متى نقص عن ذلك كان دناءة و ضعف همّه و صغر نفس .
. وللشهوة حدود
و هو راحة القلب و العقل من كد الطاعه و اكتساب الفضائل و الاستعانه بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نقمة و التحق صاحبها بدرجة الحيوانات ، و متى نقصت عنه و لم يكن فراغاً في طلب الكمال و الفضل كانت ضعفاً و عجزاً و مهانه .
. ولراحةحدود
و هو إجمام النفس و القوى المدركه الفعّاله للإستعداد للطاعه و اكتساب الفضائل و توفرها على ذلك بحيث لا يُضعفها الكد و التعب و يضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانياً و كسلاً و إضاعه و فات به أكثر مصالح العبد ، و متى نقص عنه صار مُضّراً بالقوى موهناً لها و ربما انقطع به .
.
والجود له حد بين الطرفين
، فمتى جاوز حده صار إسرافاً و تبذيراً ، و متى نقص عنه كان بخلاً و تقتيراً .
. والغيره لها حدود
اذا جاوزته صارت تهمه و ظناً سيئاً بالبرئ ، و اذا قصّرت عنه كانت نغافلاً و مبادئ دياثه .
. والتواضع حدود
اذا جاوزه كان ذلاً و مهانه ، و من قصر عنه انحرف الى الكبر و الفخر .
. وللعز حدود
اذا جاوزه كان كبراً و خلقاً مذموماً ، و إن قصّر عنه انحرف الى الذلّ و المهانه .
. و ضابط هذا كله العدل ، و هو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط و التفريط . فخير الأمور الوسط.